أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية على الدور الهام الذى تقوم به منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك فى تعزيز التعاون الدولى ومراعاة مصالح جميع أطراف صناعة البترول.
وأشار الوزير إلى أن مصر استضافت مؤتمر البترول العربى الأول فى عام ١٩٥٩ والذى شهد عقد اجتماعا تاريخيا على هامش المؤتمر بمقر نادى المعادى الرياضى واليخت لمناقشة فكرة انشاء منظمة تجمع بين مختلف الدول المنتجة للبترول وبالفعل تم انشاء منظمة أوبك فى سبتمبر من العام التالى.
جاء ذلك خلال الاحتفالية التى عقدتها منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك بمقر نادى المعادى الرياضى واليخت تقديرا لدور مصر التى استضافت الاجتماع التاريخى الذى انبثقت منه فكرة انشاء المنظمة وذلك فى اطار الاستعدادات لمؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول إيجبس ٢٠٢٣.
وأضاف الملا ان العامين الماضيين شهدا تحديات عالمية كبيرة خلفت ورائها اضطرابات شديدة أثرت بشكل كبير على قطاع الطاقة وأن ذلك أظهر أهمية تعزيز التعاون والتكامل الدولى أكثر من أى وقت مضى ، مشيرا إلى أن أوبك أظهرت خلال تلك الفترات العصيبة أهمية دورها كمنظمة تهدف لتعزيز التعاون الدولى من اجل استقرار السوق وكمنصة للحوار وتبادل الرؤى فى سبيل إيجاد حلول لمواجهة التقلبات الكبيرة فى أسعار البترول وكذلك تجاوز واحدة من أصعب فترات التراجع الاقتصادى التى خيمت بظلالها على المنتجين والمستهلكين.
وأكد الوزير على أن مصر تؤمن بأهمية التنسيق والتكامل فى خدمة المصالح العالمية ، وأنها تدعم الجهود التى تبذلها أوبك مع الدول غير الأعضاء بالمنظمة المنتجة للبترول كأساس لنجاح صناعة البترول العالمية وضمان استقرارها.
ولفت الملا إلى تطلع مصر لمزيد من التعاون المتبادل والعمل الجاد مع شركائها لتحقيق مزيدا من قصص النجاح.
وشهد الاحتفال ازاحة الستار عن نصب تذكارى بمقر النادى تخليدا للشراكة المتنامية والتاريخ الممتد من التعاون المثمر بين مصر ومنظمة اوبك.
ومن جانبه أعرب هيثم الغيص أمين عام منظمة أوبك عن سعادته لتواجده فى القاهرة احد أهم مدن العالم وعن تقديره للدور الهام الذى تلعبه مصر وانجازاتها التاريخية فى كافة المجالات ودورها الهام والمحورى فى دعم أمن الطاقة العالمى ، مشيرا إلى أن مصر تحتل مكانة مرموقة وبارزة فى تاريخ صناعة البترول وموقع هام على خارطة العالم كدولة منتجة رائدة فى المنطقة.
وأضاف أنه فى أبريل من عام ١٩٥٩ شهد مقر نادى المعادى لليخت عقد اجتماع عدد من القياديين من بعض الدول البترولية للتباحث فى شتى السبل لحماية موارد الطاقة وبالفعل وقع ممثلوا ٥ دول وهى السعودية والكويت والعراق وإيران وفنزويلا على “اتفاق المعادى” والذى حفز تأسيس منظمة دائمة تهدف لتعزيز التعاون وتسهيل الحوار والتشاور المنتظم بين منتجين البترول الرئيسيين ، وأنه فى سبتمبر من عام ١٩٦٠ قامت هذه الدول الخمسة بتأسيس منظمة أوبك فى بغداد.
وأكد أن الدول الأعضاء فى المنظمة ملتزمون بهذا التاريخ العظيم وبمبادئ الحوار والتعاون واستقرار أسواق البترول ، وأن الدول الأعضاء استفادت كثيرا من العمل عن كثب مع منتجى البترول الأخرين ومن ضمنهم مصر من أجل المصلحة المشتركة المتمثلة فى سوق نفط مستقر ومستدام.
وثمن الغيص دعم مصر لاتفاق إعلان التعاون المشترك المعروف باتفاق أوبك بلس ، وللجهود المشتركة لأكثر من ٦ سنوات فى قيادة أسواق البترول عبر سلسلة من التحديات الغير مسبوقة.
فيما عبر المهندس ابراهيم شلباية رئيس نادى المعادى الرياضى واليخت عن فخر النادى أن يكون جزءا من هذا التاريخ العريق لمنظمة أوبك وصناعة البترول العالمية بشكل عام.