منذ قليل اعلنت وزاره البترول عن حركه تغييرات وتنقلات جرى تنفيذها في شركة انابيب البترول نظرا لوجود تقصير في ملف السلامة والصحة المهنية.
وقد اصدرت الوزارة بيان رسمي كان من اهم عباراته تلك الجملة التي يجب ان يتم التوقف امامها كثيرا في ختام البيان حيث قالت الوزارةنصا “تأتى هذه القرارات في إطار تقييم الأداء وتفعيل سياسة الثواب والعقاب والتعامل بكل حزم فى هذا النشاط الحيوى الهام”
والحقيقة ان تلك العبارة هي جوهر الموضوع واهم بنوده لا سيما في فكرة دعم التفعيل لسياسة الثواب لمن يجيد واتخاذ القرار الحازم والعقوبات مع كل مقصر في اي موقع مهما كان.
كما اكد بيان الوزارة ان القرارات كانت في إطار ضبط منظومة السلامة والصحة المهنية بشركة أنابيب البترول وتلافى التقصير بتلك المنظومة الهامة التى توليها وزارة البترول والثروة المعدنية أولوية كبرى فى كافة مواقع العمل والإنتاج .
وبذلك فقد اكدت الوزارة على انها بالفعل تولي اهمية لمنظومة السلامة والصحة المهنية وتسعى للتطوير فيها واتخاذ اي اجراء يكفل ضمانة استمرار هذه المنظومة بشكل جيد وليس مجرد شعارات رنانة ومحاضرات يتم الحديث عنها دون ان يكون لها مكان فعلي على ارض الواقع بل ان تحرك الوزارة بذلك الشكل يؤكد ان هناك تقييم سيتم خلال الفترة القادمة وتفعيل سياسة مغايرة لمتابعة مدى الالتزام بمنظومة السلامة والصحة المهنية في كل شركات القطاع والتأكيد عليها ومحاسبة المقصرين فيها في شتى المواقع وليس الانتظار لوقوع حادث ما.
كما ان افضل ما تضمنته قرارات اليوم من جانب وزارة البترول هو الابتعاد عن فكرة تصدير كبش فداء من القيادات الكبرى في كل حادث حيث كان الامر من قبل يتعلق بتهدئة الوضع العام عبر اتخاذ قرار تجاه احد القيادات في المنظومة التي جرى بها خلل وتقديمه على انه المتسبب والمسؤول عن هذا الامر غير ان الوزارة سارت في اتجاه اخر تلك المرة وهو الانتظار لما ستسفر عنه التحقيقات في الامر واتخاذ القرارات الرادعة والسليمة تجاه المخطئ الحقيقي بما يضمن ان لا يتم ذلك مرة اخرى ووضع اليد على المكان الذي يعاني الخلل فعليا وليس مجرد الاطاحة بشخص قيادي للتهدئة وامتصاص الغضب ودمتم.
فتحيه اشادة وتقدير لوزارة البترول بقياده المهندس طارق الملا وكل المسؤولين الذين شاركوا في الوصول الى المخطئ والمقصر الحقيقي في واقعة الانفجار الذي شهدته شركه انابيب البترول وغيره من حوادث قبل ايام والانتظار حتى تتضح الرؤية وعدم التسرع في اتخاذ قرار تجاه شخص يكون كبش فداء والسلام بل محاسبة المخطئ الحقيقي واعطاء رسالة للجميع انه لن ينجو احد تسبب في خطا من العقاب مهما كانت درجته الوظيفية ستتدخل الوزارة وتتخذ القرار المناسب تجاهه.