من الانصاف وقبل ساعات من إعلان التشكيل الحكومي الجديد ان يكون الاشادة بالمهندس طارق الملا وزير البترول المعدنية على فترة تسع سنوات قضاها في منصبه قدم خلالها الكثير من الانجازات وسعي لرفعة قطاع البترول والثروة المعدنية وتحقق علي يديه الكثير من القفزات المتميزة في مجالات مختلفة داخل القطاع ولن ينكرها سوي حاقد او جاحد بالإضافة لشخصية الرجل الراقية .
ومن العدل ايضا انه وفي ظل الحديث عن ان ازمة الكهرباء كانت سبب مباشرا في التفكير بوجود مرشحين على وزارة البترول الى جانب الوزير حاليا فلابد من الاعتراف بالحق وعدم الانجذاب وراء فكرة كبش الفداء في ذلك الموضوع وتكييل الاتهامات بالباطل لوزارة البترول وسعي البعض لتوريط الوزير والوزارة في الازمة .
فالحقيقة ان ازمة الكهرباء وقلة الغاز والمازوت سببها ليس في سياسة الوزارة وانما كانت الامور محصورة في صعوبة توفير العملة الصعبة الدولار وتلك من مهام البنك المركزي خلال الفترة السابقة كما ان تراكم المديونيات لصالح البترول وعدم التزام الوزارات بالسداد لتلك المستحقات كان سببا في عدم توفير سيولة مالية ايضا في القطاع .
لذلك لايمكن ان يكون السير في تلك الاحاديث والخوض في شخصية الرجل وتحميل المهندس طارق اتهام ودور ليس له ناقة اوجمل في أزمة الكهرباء .
غير ان الواضح ولن ينكره التاريخ للرجل هو سلسلة طويلة من الانجازات سبق وأن حصرناها وليس صعبا ان نرصدها مرة اخري او انها سر لايعلمه الكثيرون وهي الاكثر في ميزان سنوات عمله لكنه في النهاية بشر يخطئ ويصيب بيد ان النجاحات والمشروعات التي اقدم القطاع في عهد الملا عديدة وغالبيتها اقتنصت النجاح وفي بعض الاوقات من عمر وزارة الملا كانت الدولة بكل اجهزتها والحكومة تري انها الوزارة الالمع وانه الوزير الافضل مطلقا .
كل ذلك في كفة واهمال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في حق نفسه بمنحه الثقة لبعض ممن لايستحقونها واستمرارهم في الدائرة القريبة منه والابقاء عليهم يستغلون مواقعهم ويتصرفون بشكل يسئ للرجل الذي لم يقدم اليهم شرا نهائيا بل استغلوا تلك الثقة في غير محلها ووضعوا الرجل في مواقف كثيرة محرجة ومشاكل ليس له علاقة بها اوانه اصدر أمرا يتعلق بها .
وتبقي النهاية انه هناك ترشيحات للوزارة ومفاضلة بين اسماء ومنهم الوزير ذاته وسواء استمر الرجل او انتهي الامر الي التغيير فلايكون سوي التفاؤل بأن يكون القادم في مرحلة مابعد التغيير نحو شكل جديد من الادارة داخل القطاع لعل اولها متعلق بالأمل في ظروف اقتصادية افضل وتوفير العملة الصعبة لانهاء ازمة استيراد الغاز والمازوت .
بينما الافعال المنتظرة من الوزير القادم وسيكمل المسيرة هو البدء سريعا بمراجعة مايطلق البعض عليهم مراكز القوي في القطاع والنظر في ملفات اخري كثيرة تحتاج الي مشرط جراح سريع وسنعرضها في وقتها بكل شفافية .