منذ اعلان وزارة البترول والثروة المعدنية عن قرار الوزير المهندس كريم بدوي باختيار نائبا جديدا للهيئة العامه للبترول للشؤون المالية بدلا من المحاسب اشرف عبد الله وهناك ردود افعال قوية تجاه القرار ولا يزال بل سيكون الامر مثار حديث مستمر لن ينقطع لفترات طويلة قادمة عكس اي قرار اخر تم اتخاذه على مدار اخر خمس سنوات من العمل في الوزارة .
ولعل السبب الرئيسي في ذلك يرجع الى شخصية اشرف عبد الله ذلك الرجل الذي منحه المولى سبحانه وتعالى كاريزما خاصة اعترف بها كل من تعامل معه فضلا عن خبراته المالية المتميزة ونجاحه على مدار سنوات طويلة من عمله في الالمام بكل زمام الامور التي تخص النواحي المالية في وزارة البترول وتحمله ظروف صعبة للغاية تنوء بها العصبة اولي القوة على تحملها بملف استيراد المنتجات وفتح الاعتمادات المستندية وتوفير الاموال للشركات لكي لا تتوقف مشروعات وغيرها وغيرها الكثير.
ان الحديث عن اشرف عبد الله منزه عن المجاملة فهو بحق كان بطلا في موقعه يمارس دوره بكل قوة ليبرهن انه نموذج فعلي لرجل دولة من الطراز المتميز ففي الوقت الذي كانت فيه كل شركة يبحث رئيسها عن بضعة ملايين تنقذه كان عبد الله اسبوعيا مهموم بجمع مليارات الجنيهات من الشركات وغيرها من مصادر التمويل لكي يوفي بند استيراد المنتجات.
ولم يكن اشرف عبد الله واحدا ممن يستسلموا للامر الواقع ويعيش على طريقة البعض يوم بيومه يتولى تجميع الاموال من الشركات لبند المنتجات فقط بل كان الرجل يعمل على ملفات اخرى كان لها اثر ايجابي في تحسن الوضع المالي رغم كل الظروف الصعبة التي كانت تعانده والخاصة بالاقتصاد عموما فقط نجح اشرف عبد الله في ملف الضرائب بامتياز وكذلك ملف التعاون مع الجهاز المركزي للمحاسبات وايضا اعداد لاول مرة القوائم الماليه المجمعة للهيئة وشركات القطاع العام بذلك التميز الذي نال اشادة من اعضاء لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب كما كان يعمل حاليا على انهاء ملف مهم للغايه خاص بتوحيد التأمين على اصول الشركات من خلال شركة واحدة بما كان سيوفر للقطاع ما لا يقل عن 8 مليارات جنيهات تذهب هباءا .
اشرف عبد الله جميع قيادات القطاع ممن هم اسوياء نفسيا كلما تحدثت اليهم كانوا يدعون للرجل خير الدعاء لانه كان يتحمل ملف صعب للغاية تعرض بسببه لضغوط نفسية واخرى داخلية واحيانا كثيرا خارجية في صراعات مع البنوك ووزارة المالية قبل وصول احمد كوجك لمنصب وزير المالية وفي كل تلك المواقف كان عبد الله بطلا يعمل لمصلحة القطاع ولا يرى سوى العمل من مكتبه في هيئة البترول لساعات طويلة حتى ايام العطلات كثيرا ما كان يتواجد عبد الله الجمعه والسبت في مكتبه بل قد يخرج الرجل الى مواقع اخرى للعمل في تلك الايام وكان اخرها الاسبوع الماضي حيث ذهب الى الاسكندرية الجمعة والسبت بصحبة اعضاء الجهاز المركزي للمحاسبات لحل مشكله ملاحظات عديدة في شركة الاسكندريو للبترول كان تصل الى 55 ورقه اصبحت بوجود عبد الله والجهاز والاتفاق بينهما خمس ورقات فقط.
اشرف عبد الله على المستوى الانساني شخص تعشق الحديث معه ويتميز بخفة الظل وقوة الشخصية والذكاء وسرعة البديهة الى جانب الشطارة التي لا يختلف عليها اثنين في عمله كما ان طهارة ذمته المالية يشهد بها الصغير قبل الكبير في قطاع البترول .
ان اشرف عبدالله سطر لنفسه تاريخا في قطاع البترول واصبح من الاسماء الرنانة التي لن تتوارى الى الظل سريعا بل سيظل ايقونة فيما يخص النجاح لسنوات عديدة تتحدث عنه اجيال من المحاسبين الذين كان يحرص على ظهورهم واختيار المتميزين منهم في الشركات فقد استطاع الرجل بالفعل ان يوجد كتيبة كبيرة من المحاسبين المتميزين حتى ان عدد من الجهات المعنية بمراقبة ومتابعة نشاط وزارة البترول كانوا يرون انه لو نجحت الوزارة في توفير مجموعة متميزة من كوادر المهندسين الشباب في الانتاج وغيرها مثلما فعل عبد الله في المالية لكانت الوزارة في مكان اخر من التميز والنجاح.
لقد ظل اشرف عبد الله يعمل بطلا لاخر يوم دون ان يكل او يمل رغم ضخامة المسؤولية وصعوبة الاوضاع وعندما حان الرحيل لم يتأفف عبد الله او يغضب ولكن وجه الدعوات لمن سيخلفه في المنصب بالتوفيق ورفض الرجل الاستمرار في موقعه مساعدا للوزير للشؤون المالية وتلك هي محور شخصيه عبد الله فهو رجل بمعنى الكلمة في كل تصرفاته ومواقفه فهو ليس ممن يحبون الجلوس في مكتب مكيف ويتم تخصيص سياره له ويكتفي بالذهاب والاياب من الوزارة واليها ويتقاضى اموالا دون ان يكون له دور فاعل فشخصية اشرف عبد الله لن تكتفي بما سيتم منحها من فتات الاوراق للعمل فيها بينما كان هو الفاعل الاساسي في كل اوراق العمل المالية لذلك قرر الرحيل رجلا ورفض ان يكون على الهامش في زمن يلهث كثيرون خلف مناصب حتي وان كانت اسما في البطاقة ولكن علي عكس ذلك هو اشرف عبد الله الكبير قولا وفعلا.
ونهاية القول نحن مؤمنون تماما بفكرة تداول السلطات وهي واقع حياتي في كل شئ فليس هناك خلود لاحد في موقعه مهما كان ولكن الرجل يستحق ان يكتب عنه مقالات وليس مجرد مقال وكما فعل عبد الله سنسير على نهجه ونتوجه الى المولى سبحانه بالدعاء لمن تخلفه في منصبه المحاسبه امل طنطاوي بالتوفيق في مهمتها لخدمه ذلك القطاع الذي كما قلت مرارا وتكرارا خيره على جميع من يتعامل معه.
وعلى الله قصد السبيل
بقلم السيد غنيم